لا تتوقع أن أفعالك السيئة المضرة ستكون هباء ، قال تعالي : ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ (سورة النساء – 9) ، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم : "من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو بجوف رحله" ، فخاف الله في الناس ، تعامل مع الناس على أساس أنك تتعامل مع الله في صورة وانعكاس الناس ، فهناك تأثير لأفعالك السلبية ، سواء ضررك على البشر ، أو الجمادات ، أو حتى البيئة من حولك ، فعلى سبيل المثال المواد البلاستيكية التي تقوم برميها في البيئة ستأثر على مستوى الاكل الذي تأكله ، وعلى مستوى جودة اللحوم والخضروات والمياه التي مصدرها البيئة ، وأفكارك الداعمة لأشخاص ظالمين ومسيئين ستؤثر عليك وعلى من حولك ، فأنت تتشابه وتتجاذب معهم ، وبالتالي سيظهر الأشخاص الظالمين في حياتك بسبب التشابه بينك وبينهم. 

الأفعال الجيدة لن تذهب هباء ، قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ (سورة الكهف – 30) ، فالله سيرد لك أفعالك الجيدة بصورة وبمواقف أشخاص أخرين ، قال رسول الله ﷺ: "المسلم أخو المسلم لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيام، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" ، ولا تنسى أنك تتعامل مع الله وليس من البشر ، وبالتالي سترجع لك جميع افعالك الجيدة. 

لا تتوقع أن عدم معرفتك وإدراكك لهذا التأثير لن يضرك ولن يؤثر عليك ، فعلى سبيل المثال إن كنت من الأشخاص الذين يعرفوا او لا يعرفوا تأثير الصين السيء على الكوكب ، ومشاكلها مع حقوق الإنسان والحيوان ، أنت تأثرت بها عند ظهور فيروس كورونا ، وذلك لأننا كلنا مترابطين ، فأنت تأثرت بالصين سواء أدركت مدى سوئها أم لم تدرك. 

اقرأ أكثر وتعلم أن توسع مداركك ، تعلم عن كيفية الترابط في هذا الكون ، لأن إدراكك لهذا الترابط يقلل من قوته عليك ، وتأثير المراقب في الفيزياء ، وفي أول سورة في القرآن الكريم  كانت أية ﴿ أعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ (سورة البقرة – 67) ، اقرأ عن ضررك على البيئة ومدى انعكاسه عليك. 

لا يقتصر الأمر على ان توسع مداركك ، بل يجب عليك ان توسع قلبك ، فلا يجوز ان تحكم على شخص بناء على العرق أو الشكل  أو الاختلاف عنك ، فنحن في النهاية مترابطين ، فتقبل الأخرين بأشكالهم واختلافاتهم ، وحب الأرض وارفق بها ، فأنت في النهاية لا ترفق بالأشخاص أو بالأرض ، بل ترفق بنفسك ، وتجذب المزيد من رفق الله ورحمته عليك ، وهنا تكمن حكمة الله في أن كل شيء مترابط حتى نعتني ببعضنا البعض ، فالله يعلمنا من خلال هذه الحكمة أنه هو الوحيد الذي لا يرتبط ولا يتأثر بأحد.